التفاسير

< >
عرض

فَرِحِينَ بِمَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِٱلَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
١٧٠
-آل عمران

محاسن التأويل

{ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ } يعني بما أعطاهم من الثواب والكرامة والإحسان الذين لا يغتم فيه بسلبه: { وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ } أي: بإخوانهم المجاهدين الذين: { لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم } لم يقتلوا فيلحقوا بهم: { مِّنْ خَلْفِهِمْ } متعلق بيلحقوا والمعنى: أنهم بقوا من بعدهم وهم قد تقدموهم. أو لم يلحقوا بهم: لم يدركوا فضلهم ومنزلتهم: { أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } بدل من الذين، بدل اشتمال مبين أن استبشارهم بحال إخوانهم لا بذواتهم، والمعنى: ويستبشرون بما تبين لهم من حال من تركوا خلفهم من المؤمنين. وهو أنهم يبعثون آمنين يوم القيامة، بشرهم الله بذلك، فهم مستبشرون به. وفي ذلك حال الشهداء واستبشارهم بمن خلفهم بعث للباقين بعدهم على الجد في الجهد، والرغبة في نيل منازل الشهداء.