التفاسير

< >
عرض

قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكَ ٱللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ إِذَا قَضَىٰ أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
٤٧
-آل عمران

محاسن التأويل

{ قَالَتْ } مخاطبة لله الذي بعث إليها الملائكة: { رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ } أي: لست بذات زوج: { قَالَ كَذَلِكِ } أي: على الحالة التي أنت عليها من عدم مس البشر: { اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء } ولا يحتاج إلى سبب، ولا يعجزه شيء، وصرح ههنا بقوله: { يَخْلُقُ مَا يَشَاء } ولم يقل: { يَفْعَلُ } كما في قصة زكريا، لما أن الخلق المنبئ عن الإحداث للمكون أنسب بهذا المقام؛ لئلا يبقى لمبطل شبهة، وأكد ذلك بقوله: { إِذَا قَضَى أَمْراً } من الأمور أي: أراد شيئاً كما في قوله تعالى: { { إِذَا أَرَادَ شَيْئاً } [يس: 82]: { فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }، من غير تأخر ولا حاجة إلى سبب كقوله: { { وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ } [القمر: 50]. أي: إنما نأمر مرة واحدة لا تثنية فيكون ذلك الشيء سريعاً كلمح البصر. وتقدم الكلام على هذه الآية في سورة البقرة.