التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا ٱكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٌ مِّمَّا ٱكْتَسَبْنَ وَٱسْأَلُواْ ٱللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً
٣٢
-النساء

محاسن التأويل

{ وَلاَ تَتَمَنّوْاْ مَا فَضّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لّلرّجَالِ نَصِيبٌ مّمّا اكْتَسَبُواْ } أي: أصابوا وأحرزوا.
{ وَلِلنّسَاء نَصِيبٌ مّمّا اكْتَسَبْنَ } أي: أصبن وأحرزن، أي: لكل فريق نصيب مما اكتسب في نعيم الدنيا قبضاً أو بسطاً، فينبغي أن يرضى بما قسم الله له.
وقد روى الإمام أحمد عن مجاهد أن أم سلمة قالت: يا رسول الله يغزو الرجال ولا يغزو النساء، وإنما لنا نصف الميراث فأنزل الله تعالى: { وَلاَ تَتَمَنّوْاْ } الآية. ورواه الترمذيّ وقال: غريب.
ورواه الحاكم في مستدركه وزاد: ثم أنزل الله:
{ أَنّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى } [آل عِمْرَان: 195]، الآية فإن صح هذا فالمعنى: لكلٌ أحد قدر من الثواب يستحقه بكرم الله ولطفه، فلا تتمنوا خلاف ذلك، ولا مانع من شمول الآية لما يتعلق بأحوال الدنيا والآخرة، فإن اللفظ محتمل ولا منافاة، والله أعلم.
{ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ } أي: من خزائن نعمه التي لا نفاد لها، وقد روى الترمذيّ وابن مردويه عَنْ عَبْدِ اللّهِ بن مسعود، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللهُ عليّه وسلّم:
" سَلُوا اللّهَ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَجَلّ يُحِبّ [ أَنْ ] يُسْأَلَ، وَأَفْضَلُ الْعِبَادَةِ انْتِظَارُ الْفَرَجِ " .
{ إِنّ اللّهَ كَانَ بِكُلّ شَيْءٍ عَلِيماً } ولذلك جعل الناس على طبقات رفع بعضهم على بعض درجات حسب مراتب استعداداتهم الفائضة عليهم بموجب المشيئة المبنية على الحكم الأبية، قاله أبو السعود.