{ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً } جملة مستأنفة مبنية لكيفية نزول العذاب بهم، على أن: { النَّارُ } مبتدأ، وجملة: { يُعْرَضُونَ } خبره. وعلى الثاني، فالنار خبر لمحذوف، وهو خبر العذاب السيء، أو هي بدل من: { سُوءُ الْعَذَابِ }. والمراد عرض أرواحهم عليها دائماً. واكتفى بالطرفين المحيطين - الغدو والعشي - عن الجميع، وبه يستدل على عذاب القبر والبرزخ. وقاناه الله تعالى، بمنه.
قال السيوطي: وفي "العجائب" للكرماني، في الآية أدل دليل على عذاب القبر؛ لأن المعطوف غير المعطوف عليه؛ يعني قوله تعالى: { وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ } أي: هذا العرض ما دامت الدنيا، فإذا قامت الساعة يقال لهم: { أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ } وهو عذاب جهنم؛ لأنه جزاء شدة كفرهم: { وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ } أي: يتخاصمون فيها، الأتباع والمتبوعون: { فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً } أي: أتباعاً كالمكرهين: { فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ النَّارِ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا } أي: نحن وأنتم. فكيف نغني عنكم؟ ولو قدرنا لأغنينا عن أنفسنا: { إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ } أي: بأن أدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، ولا معقب لحكمه. أو بأن قدّر عذاباً لكل منا لا يدفع عنه، ولا يتحمله عنه غيره، قال الشهاب: وهذا أنسب بما قبله.