{ فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ } أي: الخالي عن نور الهداية والوحي، ورضوا بها عن قبول هداية الرسل، ومعارفهم، واستهزأوا برسلهم لاستصغارهم بما جاءوا به، في جنب ما عندهم من العلم الوهمي: { وَحَاقَ بِهِم } أي: من عذاب الله: { مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون } أي: جزاؤه: { فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ } أي: مضت في خلقه، أن لا يقبل توبة , ولا إيماناً في تلك الحال: { وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ } أي: وهلك، عند مجيء بأسه تعالى، الكافرون بربهم الجاحدون توحيد خالقهم، ففاتتهم سعادة الأبد، والعيش الرغد.
نسأله تعالى المعافاة من غضبه وعقابه، والموافاة مع زمرة أحبابه. آمين.