{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً } أي: ساكنة لا حركة لعشب فيها، ولا نبات، ولا زرع: { فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ } أي: اهتزت بالنبات وتحركت بزينته، وربت بارتفاعه على سطحها، أي: صارت ربوة مرتفعة: { إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا } أي: هذه الأرض الدارسة، فأخرج منها النبات، وجعلها تهتز بالزرع من بعد يبسها: { لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا } أي: يميلون عن حججنا وأدلتنا، ويزيغون عنها تكذيباً لها، وجحوداً لها: { لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا } أي: لإحاطة علمه بهم، وكونه بالمرصاد لهم، فسيجزيهم.
تنبيه:
شملت الآية من بضع الكلام في الآيات على غير مواضعه، كما فسّرها ابن عباس. قال في " الإكليل ": ففيها الرد على من تعاطى تفسير القرآن بما لا يدل عليه جوهر اللفظ، كما يفعله الباطنية، والاتحادية، والملاحدة، وغلاة المتصوفة: { أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ } أي: بهذا القرآن: { لَمَّا جَاءهُمْ } أي: فهم هالكون. فالخبر محذوف، أو الجملة بدل من جملة: { إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا }: { وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ } أي: منبع محمي عن التغيير والتبديل، وعن محاكاته بنظير.