التفاسير

< >
عرض

وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ
١٧
-الأنعام

محاسن التأويل

{ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ } أي: ببلية، كفقر ومرض ونحوهما. و الضر: اسم جامع لما ينال الإنسان من مكروه { فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ } أي: فلا يقدر على دفعه إلا هو وحده { وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ } من عافية ورخاء ونحوهما: و الخير: اسم جامع لما ينال الْإِنْسَاْن من محبوب له { فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } أي: ومن جملته ذلك، فيقدر عليه، فيمسك به، ويحفظه عليك من غير أن يقدر على دفعه أو رفعه أحد. كقوله تعالى: { { فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ } [يونس: 107]، وكقوله سبحانه: { { مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ } [فاطر: 2].
وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
" اللهم ! لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد " .
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: "كنت خلف النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا غلام ! إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله. واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله تعالى لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله تعالى عليك. رفعت الأقلام وجفت الصحف " رواه الترمذيّ -وقال: حسنن صحيح.