التفاسير

< >
عرض

وَكَيْفَ أَخَافُ مَآ أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَٰناً فَأَيُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِٱلأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
٨١
-الأنعام

محاسن التأويل

{ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ } أي: معبوداتكم، وهي مأمونة الخوف { وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ }، أي: بإشراكه: { عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً } أي: حجة. إذ الإشراك لا يصح أن يكون عليه حجة. والمعنى: وما لكم تنكرون علي الأمن في موضع الأمن، ولا تنكرون على أنفسكم الأمن في موضع أعظم المخوفات وأهولها: { فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ } أي: فريقي الموحدين والمشركين { أَحَقُّ بِالْأَمْنِ } أي: من لحوق الضرر { إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } أي: ما يحق أن يخاف منه. أو من أحق بالأمن أو مِنَْ أولي العلم؟ وجواب الشرط محذوف. أي: فأخبروني.
ثم بيّن تعالى من له الأمن، جواباً عما استفهم عنه الخليل عليه السلام بقوله:
{ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ ... }.