التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً وَٱذْكُرُوۤاْ إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ
٨٦
-الأعراف

محاسن التأويل

{ وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ } نهي عن قطع الطريق الحسي. أي: لا تجلسوا على كل طريق فيه ممر الناس الغرباء، تضربونهم وتخوفونهم، تأخذون ثيابهم، وتتوعدونهم بالقتل، إن لم يعطوكم أموالهم.
قال مجاهد: كانوا عشارين - أخرجه أبو الشيخ ـ وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي مثله. وعن ابن عباس وغير واحد أي: تتوعدون المؤمنين الآتين إلى شعيب ليتبعوه.
قال ابن كثير: والأول أظهر، لأنه قال: { بِكُلِّ صِراطٍ } وهو الطريق، وهذا الثاني هو قوله: { وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً } أي: تصرفون عن دين الله وطاعته من آمن بشعيب، وتطلبون لها عوجاً بإلقاء الشبه، ووصفها بما ينقصها لتغييرها: { وَاذْكُرُواْ إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ } بالعدد والعُدد، فاشكروا نعمة الله عليكم في ذلك: { وَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ } أي: من الأمم الخالية، والقرون الماضية، وما حل بهم من العذاب والنكال باجترائهم على معاصي الله وتكذيب رسله.