فقال الله { فَإِنْ عُثِرَ } فإن اطلع { عَلَىٰ أَنَّهُمَا } يعني النصرانيين { ٱسْتَحَقَّآ } استوجبا { إِثْماً } خيانة { فَآخَرَانِ } وليان من أولياء الميت وهما عمرو بن العاص ومطلب بن أبي وداعة { يَقُومَانُ مَقَامَهُمَا } مقام النصرانيين { مِنَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ } الخيانة يعني النصرانيين ويقال من الذين استكتم المال منهما يعني من أولياء الميت { ٱلأَوْلَيَانِ } بالمال مقدم ومؤخر { فَيُقْسِمَانِ بِٱللَّهِ } فيحلفان بالله أي أولياء الميت أن المال أكثر مما أتيا به { لَشَهَادَتُنَا } شهادة المسلمين { أَحَقُّ } أصدق { مِن شَهَادَتِهِمَا } شهادة النصرانيين { وَمَا ٱعْتَدَيْنَآ } وليقولا وما اعتدينا فيما ادعينا { إِنَّا إِذاً } إن اعتدينا فيما ادعينا { لَّمِنَ ٱلظَّالِمِينَ } الضارين الكاذبين { ذٰلِكَ أَدْنَىٰ } أحرى وأجدر { أَن يَأْتُواْ بِٱلشَّهَادَةِ } يعني النصرانيين { عَلَىٰ وَجْهِهَآ } كما كانت { أَوْ يَخَافُوۤاْ } أو يخافا النصرانيان { أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ } أيمانهما { بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ } بعد شهادة الرجلين المسلمين فلا يكتمان { وَٱتَّقُوا ٱللَّهَ } اخشوا الله في أمانته { وَٱسْمَعُواْ } ما تؤمرون به وأطيعوا الله { وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَاسِقِينَ } لا يرشد العاصين الكاذبين الكافرين إلى دينه وحجته من لم يكن أهلاً لذلك { يَوْمَ يَجْمَعُ ٱللَّهُ ٱلرُّسُلَ } وهو يوم القيامة { فَيَقُولُ } لهم في بعض المواطن في وقت الدهشة { مَاذَآ أُجِبْتُمْ } ماذا أجابكم القوم { قَالُواْ } من شدة المسألة وهول ذلك الموطن { لاَ عِلْمَ لَنَآ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ ٱلْغُيُوبِ } بما غاب عنا من إجابة القوم ثم يجيبون بعد ذلك فيشهدون على قومهم بالبلاغ { إِذْ قَالَ ٱللَّهُ } قد قال الله { يٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ٱذْكُرْ نِعْمَتِي } احفظ منتي { عَلَيْكَ } بالنبوة { وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ } بالإسلام والعبادة { إِذْ أَيَّدتُّكَ } أعنتك { بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ } بجبريل المطهر لقنك وأعانك في تكليم الناس { تُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْمَهْدِ } في الحجر والسرير بأني عبد الله ومسيحه { وَكَهْلاً } وأعانك بعد ثلاثين سنة بأني رسول الله إليكم { وَإِذْ عَلَّمْتُكَ ٱلْكِتَابَ } كتب الأنبياء ويقال الخط بالقلم { وَٱلْحِكْمَةَ } حكمة الحكماء ويقال الحلال والحرام { وَٱلتَّوْرَاةَ } وعلمتك التوراة في بطن أمك { وَٱلإِنْجِيلَ } بعد خروجك { وَإِذْ تَخْلُقُ } تصور { مِنَ ٱلطِّينِ كَهَيْئَةِ ٱلطَّيْرِ } شبه الطير وهو الخفاش { بِإِذْنِي } بأمري { فَتَنفُخُ فِيهَا } كنفخ النائم { فَتَكُونُ طَيْراً } فتصير طيراً تطير بين السماء والأرض { بِإِذْنِي } بأمري وإرادتي { وَتُبْرِئُ } تصحح { ٱلأَكْمَهَ } الذي يولد أعمى { وَٱلأَبْرَصَ بِإِذْنِي } بأمري وإرادتي وقدرتي { وَإِذْ تُخْرِجُ } تحيي { ٱلْمَوتَىٰ بِإِذْنِيِ } بإرادتي وإحيائي { وَإِذْ كَفَفْتُ } منعت { بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ عَنكَ } إذ هموا بقتلك { إِذْ جِئْتَهُمْ } حيث جئتهم { بِٱلْبَيِّنَاتِ } بالأمر والنهي والعجائب التي أريتهم { فَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ } من بني إسرائيل { إِنْ هَـٰذَا } ما هذا الذي يرينا عيسى { إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } ظاهر وإن قرأت ساحر مبين أرادوا به عيسى.