قال الله { فَإِن كَذَّبُوكَ } يا محمد بما قلت لهم فلا تحزن بذلك { فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ } كذبهم قومهم { جَآءُوا بِٱلْبَيِّنَاتِ } بالأمر والنهي وعلامات النبوة { وَٱلزُّبُر } وبخبر كتب الأولين { وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُنِيرِ } المبين للحلال والحرام ثم ذكر موتهم وما بعد الموت فقال { كُلُّ نَفْسٍ } منفوسة { ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ } تذوق الموت { وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ } توفون { أُجُورَكُمْ } ثواب أعمالكم { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ } عزل ونحي وأبعد { عَنِ ٱلنَّارِ } بالتوحيد والعمل الصالح { وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ } بالجنة وما فيها ونجا من النار وما فيها { وَما ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا } ليس ما في الدنيا من النعيم { إِلاَّ مَتَاعُ ٱلْغُرُورِ } إلا كمتاع البيت في بقائه مثل الخزف والزجاجة وغير ذلك ثم ذكر أذى الكفار لنبيه ولأصحابه فقال { لَتُبْلَوُنَّ } لتختبرن { فِيۤ أَمْوَالِكُمْ } في ذهاب أموالكم { وَأَنْفُسِكُمْ } وفيما يصيب أنفسكم من الأمراض والأوجاع والقتل والضرب وسائر البلايا { وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ } أعطوا الكتاب { مِن قَبْلِكُمْ } يعني اليهود والنصارى الشتم والطعن والكذب والزور على الله { وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُوۤاْ } يعني مشركي العرب أيضاً { أَذًى كَثِيراً } بالشتم والضرب واللعن والقتل والكذب والزور على الله { وَإِن تَصْبِرُواْ } على أذاهم { وَتَتَّقُواْ } معصية الله في الأذى { فَإِنَّ ذٰلِكَ } الصبر والاحتمال { مِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ } من خير الأمور وحزم أمورهم يعني المؤمنين ثم ذكر ميثاقه على أهل الكتاب في الكتاب ببيان صفة نبيه ونعته فقال { وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ } أعطوا الكتاب يعني التوراة والإنجيل { لَتُبَيِّنُنَّهُ } صفة محمد ونعته { لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ } لا تكتمون صفة محمد ونعته في الكتاب { فَنَبَذُوهُ } فطرحوا كتاب الله وعهده { وَرَآءَ } خلف { ظُهُورِهِمْ } ولم يعملوا به { وَٱشْتَرَوْاْ بِهِ } بكتمان صفة محمد ونعته في الكتاب { ثَمَناً قَلِيلاً } عرضاً يسيراً من المأكلة { فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ } يختارون لأنفسهم اليهودية وكتمان صفة محمد ونعته ثم ذكر طلبهم الثناء والمحمدة بما لم يكن فيهم يعني اليهود فقال { لاَ تَحْسَبَنَّ } لا تظنن يا محمد { ٱلَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَآ أَتَوْاْ } بما غيروا صفة محمد ونعته في الكتاب { وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ } يحبون أن يقال فيهم الخير ولا خير فيهم أن يقولوا هم على دين إبراهيم ويحسنون إلى الفقراء { فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ } يا محمد { بِمَفَازَةٍ } بمباعدة { مِّنَ ٱلْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم } وجيع.