التفاسير

< >
عرض

لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي ٱلْبِلاَدِ
١٩٦
مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ
١٩٧
-آل عمران

بحر العلوم

{ لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي ٱلْبِلاَدِ } يقول: لا يحزنك يا محمد ذهابهم ومجيئهم في تجاراتهم ومكاسبهم في الأرض، ويقال: هذا الخطاب للمؤمنين ومعناه: لا يغرنكم تجارات الكفار وتصرفهم في أموالهم في البلاد لأن ذلك { مَتَـٰعٌ قَلِيلٌ } لأن الكفار كانوا في رخاء وعيش، وكانت لهم رحلة الشتاء والصيف، وكان المؤمنون في ضيق وشدة، فأخبر الله تعالى بمرجع الكفار في الآخرة، وبمرجع المؤمنين فقال تعالى: لا يغرنك تقلب الذين كفروا أي ما هم فيه من العيش والسعة، فإنما هو متاع أي يفنى بعد وقت قريب قوله { ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ } أي مصيرهم إلى جهنم { وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } بئس موضع القراء في النار، وبئس المصير إليها فما ينفعهم تجاراتهم وأموالهم.