التفاسير

< >
عرض

قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ ٱللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٢٩
يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوۤءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَاً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ وَٱللَّهُ رَؤُوفٌ بِٱلْعِبَادِ
٣٠
-آل عمران

بحر العلوم

{ قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ } يقول: إن تسروا ما في قلوبكم من النكوث وولاية الكفار { أَوْ تُبْدُوهُ } يعني تعلنوه للمؤمنين: { يَعْلَمْهُ ٱللَّهُ } لأن الله عليم { وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } من عمل، فليس يخفى عليه شيء { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلّ شَيْء قَدِيرٌ } من السر والعلانية والعذاب والمغفرة "قدير". { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ } في الدنيا { مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا } يعني تجد ثوابه حاضراً، ولا ينقص من ثواب عمله شيء { وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ } يعني من شر في الدنيا { تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا } يعني تتمنى النفس أن تكون بينها وبين ذلك العمل أجلاً بعيداً، كما بين المشرق والمغرب، ولم تعمل ذلك العمل قط، ثم قال { وَيُحَذّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ } أي عقوبته في عمل السوء { وَٱللَّهُ رَؤُوفٌ بِٱلْعِبَادِ } قال ابن عباس: يعني بالمؤمنين خاصة وهو رحيم بهم ويقال: رؤوف بالذين يعملون السوء حيث لم يعجّل بعقوبتهم. ويقال: ذكر في أول هذه الآية عدله عز وجل في قوله: { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا }. وفي وسطها تخويف وتهديد، وهو قوله { وَيُحَذّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ } وفي آخرها ذكر رأفته ورحمته. وهو قوله { وَٱللَّهُ رَؤُوفٌ بِٱلْعِبَادِ }.