التفاسير

< >
عرض

ذٰلِكَ مِنْ أَنَبَآءِ ٱلْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ
٤٤
إِذْ قَالَتِ ٱلْمَلاۤئِكَةُ يٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ ٱسْمُهُ ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ
٤٥
وَيُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ
٤٦
قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكَ ٱللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ إِذَا قَضَىٰ أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
٤٧
وَيُعَلِّمُهُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ
٤٨
وَرَسُولاً إِلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِيۤ أَخْلُقُ لَكُمْ مِّنَ ٱلطِّينِ كَهَيْئَةِ ٱلطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَأُبْرِىءُ ٱلأَكْمَهَ وٱلأَبْرَصَ وَأُحْيِ ٱلْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
٤٩
وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ وَلأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ ٱلَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ
٥٠
إِنَّ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ
٥١
-آل عمران

بحر العلوم

قوله: { ذٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ ٱلْغَيْبِ } يعني الذي ذكر في هذه الآية من قصة زكريا ومريم، من أخبار الغيب، مما غاب عنك خبره ولم تكن حاضراً، وفي الآية [دليل] نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - حيث أخبر عن قصة زكريا ومريم [ولم يكن قرأ الكتب، وأخبر عن ذلك] وصدقه أهل الكتاب بذلك فذلك قوله تعالى { ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ ٱلْغَيْبِ } { نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ } يعني لم تكن عندهم، وإنما تخبر عن الوحي، فقال: { وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ } { إِذْ يُلْقُون أَقْلَـٰمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ } يعني يطرحون أقلامهم في النهر بالقرعة { وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ } في أمر مريم. { إِذْ قَالَتِ ٱلْمَلاَئِكَةُ يٰمَرْيَمُ } يعني جبريل [عليه السلام] وحده { إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ }. قرأ نافع وعاصم وابن عامر "يُبَشِّرك" بالتشديد في جميع القرآن، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالتشديد في جميع القرآن إلا في: "حم، عسق": ذلك الذي يبشر الله عباده بالتخفيف، وقرأ حمزة بالتخفيف إلا في قوله { فَبِمَ تُبَشِّرُونَ } [الحجر: 54] ووافقه الكسائي في بعضها، فمن قرأ بالتشديد فهو من (المباشرة)، ومن قرأ بالتخفيف، فمعناه يفرحك. وكانت قصة البشارة أن مريم لما طهرت من الحيض، ودخلت المغتسل كما قال في سورة مريم: { إِذِ ٱنتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِياً } [مريم: 16]، يعني أرادت أن تغتسل في جانب المشرفة، فلما دخلت المغتسل رأت بشراً كهيئة الإنسان كما قال { { فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً } [مريم: 17]، فخافت مريم، ثم قالت: { { إِنِّىۤ أَعُوذُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً } [مريم: 18]، لأن التقي يخاف الرحمن، فقال لها جبريل { { إِنَّمَآ أَنَاْ رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلَـٰماً زَكِيّاً } [مريم: 19]، وذكرها هنا بلفظ آخر ومعناه واحد قال: { { إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ } [آل عمران: 45]، أي بولد بغير أب يصير مخلوقاً بكلمة من الله وهو قوله كن فكان { ٱسْمُهُ ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ } ويقال: إنما سمي المسيح لأنه يسيح في الأرض ويقال: [المسيح بمعنى] الماسح، كان يمسح وجه الأعمى فيبصر. وقال الكلبي: المسيح الملك. ثم قال: { وَجِيهاً } أي ذا جاه { فِي ٱلدُّنُيَا } له [منزلة] { وَٱلآخِرَةِ }. وقال مقاتل: فيها تقديم، يعني وجيهاً في الدنيا [{ وَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ } في] الآخرة عند ربه. وقال الكلبي وجيهاً في الدنيا، يعني في أهل الدنيا بالمنزلة وفي الآخرة من المقربين في جنة عدن. { وَيُكَلّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْمَهْدِ وَكَهْلاً } أي في حال صغره وهو [طفل] في حجر أمه طفلاً، وكهلاً، يعني إذا اجتمع عقله وكبر. فإن قيل: ما معنى قوله كهلاً؟ والكلام من الكهل لا يكون عجباً، قيل له: المراد منه كلام الحكمة والعبرة. ويقال: كهلاً بعد نزوله من السماء وهو قول الكلبي. { وَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ } مع آبائه في الجنة { قَالَتْ } مريم { رَبّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ } يعني من أين يكون لي ولد { وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ } وهو كناية عن الجماع فـ { قَالَ } جبريل { كَذٰلِكَ } يعني هكذا كما قلت أنه لم يمسسك بشر، ولكن { ٱللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا } يعني إذا أراد أن يخلق خَلْقاً { فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } فنفخ جبريل في جيبها، يعني في نفسها. قال بعضهم: وقع نفخ جبريل في رحمها، فعلقت بذلك. وقال بعضهم: لا يجوز أن يكون الخلق من نفخ جبريل، لأنه يصير الولد بعضه من الملائكة وبعضه من الإنس ولكن سبب ذلك أن الله تعالى لما خلق آدم - عليه السلام - وأخذ الميثاق من ذريته، فجعل بعضهم في أصلاب الآباء، وبعضهم في أرحام الأمهات، فإذا اجتمع الماءان صار ولداً وإن الله تعالى جعل المَاءَيْن جميعاً في مريم، بعضه في رحمها، وبعضه في صلبها، فنفخ فيها جبريل لتهيج شهوتها، لأن المرأة ما لم تهج شهوتها لا تحبل، فلما هاجت شهوتها بنفخة جبريل، وقع الماء الذي كان في صلبها في رحمها فاختلط الماءان فعلقت بذلك، فذلك قوله: { إِذَا قَضَى أَمْرًا }، يعني إذا أراد أن يخلق خلقاً سبحانه، { فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ: كُنْ فَيَكُونُ } بغير أب. ثم قال تعالى: { وَيُعَلّمُهُ ٱلْكِتَـٰبَ }. قرأ نافع وعاصم { وَيُعلِّمه } بالياء يعني أن الله يعلمه، وقرأ الباقون بالنون، ومعناه، أن الله يقول ونعلمه { ٱلْكِتَـٰبَ }، يعني كتب الأنبياء، [وهذا] قول الكلبي. وقال مقاتل: يعني الخط، والكتابة، فعلّمه الله بالوحي والإلهام { وَٱلْحِكْــمَةَ } يعني الفقه { وَٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنجِيلَ } يعني يحفظ التوراة [عن] ظهر قلبه وقال بعضهم وهو عالم بالتوراة. وقال بعضهم: ألهمه الله بعدما كبر حتى تعلم في مدة يسيرة. ثم قال: { وَرَسُولاً إِلَىٰ بَنِي إِسْرٰءِيلَ } نصب رسولاً لمعنيين: أحدهما: يجعله رسولاً إلى بني إسرائيل. والثاني ويكلم الناس ورسولاً. أي في حال رسالته إلى بني إسرائيل دليله أنه قال: { أَنّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ }. [وذكر الزجاج: فالمعنى - والله أعلم - ويكلمهم رسولاً بأني قد جئتكم بآية من ربكم]. ثم أخبر عن أداء رسالته بعدما أوحى إليه في حال الكبر حيث قال لقومه: [أني] قد جئتكم بآية [من ربكم]. يعني علامة لنبوتي. ثم بيّن العلامة فقال: { أَنِي أَخْلُقُ [أي أقدر] لَكُمْ مّنَ ٱلطّينِ كَهَيْئَةِ ٱلطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ ٱللَّهِ }. ويقال: إن الناس سألوه عنه على وجه التعنت، فقالوا له: اخلق لنا خفَّاشاً واجعل فيه روحاً إن كنت صادقاً في مقالتك فأخذ طيناً وجعل منه خفاشاً، ونفخ فيه فإذا هو يطير بين السماء والأرض فكأن تسوية الطين والنفخ من عيسى - عليه السلام - والخلق من الله عز وجل كما أن النفخ من جبريل عليه السلام والخلق من الله عز وجل. ويقال: إنما طلبوا منه خلق خفاش لأنه أعجب من سائر الخلق، ومن عجائبه أنه لحم ودم يطير بغير ريش، ويلد كما يلد الحيوان ولا يبيض كما تبيض سائر الطيور، ويكون له ضرع يخرج منه ابن ولا يبصر في ضوء النهار، ولا في ظلمة الليل، وإنما يرى في ساعتين بعد غروب الشمس ساعة، وبعد طلوع الفجر ساعة، قبل أن يسفر جداً، ويضحك كما يضحك الإنسان، ويحيض كما تحيض المرأة، فلما أن رأوا ذلك منه ضحكوا وقالوا: هذا سِحْر. ثم قال تعالى: { وَأُبْرِىء ٱلأَكْمَهَ وٱلأَبْرَصَ } الأكمه: الذي ولد أعمى، فقالوا: إن لنا أطباء يفعلون مثل هذا، فذهبوا إلى جالينوس وأخبروه بذلك، فقال جالينوس: إذا ولد أعمى لا يبصر بالعلاج، والأبرص: إذا كان بحال إذا غرزت الإبرة فيه لا يخرج الدم منه لا يبرأ بالعلاج. فرجعوا إلى عيسى عليه السلام وجاءوا بالأكمه والأبرص، فمسح يده عليهما فأبصر الأعمى وبرأ الأبرص، فآمن به بعضهم وجَحَد بعضهم، وقالوا: هذا سِحْر، ثم قال تعالى: { وَأُحْيِ ٱلْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } فأَخْبَروا بذلك "جالينوس"، فقال: الميت لا يعيش ولا يحيى بالعلاج، فإن كان هو يحيي الموتى فهو نبي، وليس بطبيب، فطلبوا منه أن يحيي الموتى فأحيا أربعة نفر، أحدهم: عازر، وكان صديقاً له فبلغه أنه مات فذهب مع أصحابه، وقد دفن، وأتى عليه أيام، فدعا الله فقام بإذن الله تعالى وَوَدَكُه يقطر، فعاش وَوُلد له. والثاني: ابن العجوز، مَرّ به وهو يحمل على سرير فدعا الله فقام بإذن الله تعالى ولبس ثيابه، وحمل السرير على عنقه ورجع إلى أهله. والثالث: [ابنة] من بنات العاشر، ماتت، وأتى عليها ليلة فدعا الله تعالى، فعاشت بعد ذلك وولد لها. والرابع سام بن نوح، لأن القوم قالوا له: إنك تحيي من كان موته قريباً فلعلهم لم يموتوا وأصابتهم سكتة، فأحيي لنا سام بن نوح فقال: دلوني على قبره، فخرج وخرج القوم معه حتى انتهوا إلى قبره فدعا الله [تعالى فأحياه وخرج] من قبره، قد [شابت] رأسه، فقال له عيسى كيف شابت رأسك ولم يكن في زمانكم شيب، فقال: يا روح الله، إنك لما دعوتني، سمعت صوتاً يقول: أَجِبْ روحَ الله، فظننت أن القيامة قد قامت، فمن ذلك الهول شابت رأسي، فسأله عن النَّزْع، فقال له: يا [روح] الله إن [مرارة] النزع لم تذهب عن حنجرتي، وقد كان من وقت موته أكثر من أربعة آلاف سنة، [ثم قال] للقوم: صدقوه فإنه نبي [الله]، فآمن به بعضهم [وكذب به] بعضهم، وقالوا: هذا ساحر، فأرنا آية نعلم أنك صادق فأخبرنا بما نأكل في بيوتنا، وما نَدَّخر للغد، فأخبرهم، فقال: يا فلان أنت أكلت كذا وكذا، وأنت أكلت كذا وكذا، وادّخرت كذا وكذا، فذلك قوله عز وجل { وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ }، فمنهم من آمن به ومنهم من كفر ويقال: إن الله بعث كل نبي إلى قومه وأظهر لهم نوع ما كانوا يعرفونه، فكان في زمن موسى - عليه السلام - الغالب عليهم السحر، فبيَّن لهم من جنس ذلك، ليعرفوا أن ذلك ليس بِسِحْر، وأنه من الله تعالى. وكان الغالب في زمن عيسى - عليه السلام - علم الطب فجاءهم عيسى بما عجز الأطباء عنه، فعرف الأطباء أن ذلك ليس من الطب. وكان في زمن نبينا - عليه السلام - الفصاحة والشعر، فجاءهم بقرآن عجز الفصحاء، والشعراء عن إتيان مثله ثم قال تعالى: { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لأَيَةً لَّكُمْ } يعني فيما صنع عيسى - عليه السلام - علامة لنبوته { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } أي مصدقين أنه نبي. قرأ نافع: فيكون طائراً، وكذلك في سورة المائدة وقرأ الباقون بغير ألف: ومعناهما واحد، ويقال: الطائر واحد، والطير جماعة. ثم قال: { وَمُصَدّقًا لّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ } ومعناه، جئتكم مصدقاً، يعني [الكتاب] الذي أنزل على وهو الإنجيل "مُصَدِّقاً" أي موافقاً لما بين يدي من التوراة. { وَلأُِحِلَّ لَكُم } يعني أرخص لكم { بَعْضَ ٱلَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ } مثل الشحوم، ولحوم الإبل، ولحم كل ذي ظفر، وأما الميت ولحم الخنزير فهو حرام [أبداً] قوله: { وَجِئْتُكُمْ بِأَيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ } يعني أني لم أحل لكم شيئاً بغير برهان، فحقيق عليكم اتباعي لأني أتيتكم ببرهان، [وأتيتكم] بتحليل الطيبات { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } [فيما أمركم ونهاكم] { وَأَطِيعُونِ } فيما آمركم، وأنهاكم وأنصح لكم { إِنَّ ٱللَّهَ رَبّي وَرَبُّكُمْ } هذا تكذيب لقول النصارى حيث قالوا: إن الله هو المسيح، وقالوا: إن الله ثالث ثلاثة، فاعترف عيسى أنه عبد الله، وهو قوله تعالى: { إِنَّ ٱللَّهَ رَبّي وَرَبُّكُمْ } أي خالقي وخالقكم، ورازقي ورازقكم، { فَٱعْبُدُوهُ } أي وحدوه ولا تشركوا به شيئاً { هَـٰذَا صِرٰطٌ مُّسْتَقِيمٌ } يعني هذا التوحيد الذي أدعوكم إليه طريق مستقيم لا عوج فيه وهو طريق الجنة.