التفاسير

< >
عرض

وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَدْنَىٰ دُونَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
٢١
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَآ إِنَّا مِنَ ٱلْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ
٢٢
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ فَلاَ تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآئِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ
٢٣
وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ
٢٤
-السجدة

بحر العلوم

قال عز وجل: { وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَدْنَىٰ } وهو المصيبات والقتل والجوع { دُونَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَكْبَرِ } وهو عذاب النار يعني: إن لم يتوبوا ويقال: العذاب الأدنى هو السحر للفاسقين والعذاب الأكبر النار إن لم يتوبوا ويقال: العذاب الأدنى عذاب القبر وقال إبراهيم: يعني: سنين جدب أصابتهم وقال أبو العالية مصيبات في الدنيا { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } يعني: يتوبون قوله عز وجل: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكّرَ بِـئَايِـٰتِ رَبّهِ } يعني: وعظ بآيات ربه القرآن { ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا } يعني: عن الإيمان بها فلم يؤمن بها { إِنَّا مِنَ ٱلْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ } بالعذاب يعني منتصرون ثم قال عز وجل: { وَلَقَدْ ءاتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَـٰبَ } يعني: أعطينا موسى التوراة { فَلاَ تَكُن فِى مِرْيَةٍ مّن لّقَائِهِ } قال مقاتل: يعني فلا تكن في شك من لقاء موسى التوراة فإن الله عز وجل ألقى عليه الكتاب وقال في رواية الكلبي: فلا تكن في مرية من لقاء موسى عليه السلام فلقيه ليلة أُسري به في بيت المقدس يعني لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - موسى هناك ويقال: لقيه في السماء وذكر الخبر المعروف أنه فرض على النبي - صلى الله عليه وسلم - خمسون صلاة فقال له موسى عليه السلام: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فلم يزل يرجع حتى حط الله عز وجل إلى الخمس ويقال: فلا تكن في مرية من لقائه يعني من لقاء الله عز وجل وهو البعث بعد الموت ويقال: فلا تكن في مرية من لقائه يعني لا تشكن أنك تلقى موسى يوم القيامة ثم قال عز وجل: { وَجَعَلْنَـٰهُ هُدًى لّبَنِى إِسْرٰءيلَ } يعني جعلنا التوراة بياناً لهم وهدى من الضلالة ويقال: وجعلناه هدى يعني جعلنا موسى هادياً لبني إسرائيل يدعوهم { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً } يعني وجعلنا من بني إسرائيل قادة في الخير { يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } يعني: يدعون الناس إلى أمر الله عز وجل { لَمَّا صَبَرُواْ } بكسر اللام والتخفيف وقرأ الباقون بالنصب والتشديد فمن قرأ بالتشديد { لَمَّا صَبَرُواْ } أي: حين صبروا ويقال: هو حكاية المجازات يعني لما صبروا جعلنا منهم أئمة ومن قرأ بالتخفيف لما صبروا أي بما صبروا وتشهد لها قراءة ابن مسعود كان يقرأ بما صبروا ويقال: معناه كما صبروا عن الدنيا وصبروا على دينهم ولم يرجعوا عنه ويقال: معناه وجعلناهم أئمة بصبرهم { وَكَانُواْ بِـئَايَـٰتِنَا يُوقِنُونَ } يعني: يصدقون بالعلامات التي أعطي موسى.