قوله عز وجل: { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا ٱلسَّاعَةُ قُلْ بَلَىٰ وَرَبّى } قسم أقسم به يعني: بلى والله، قوله { لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَـٰلِمِ ٱلْغَيْبِ } قرأ ابن عامر ونافع عـالم بالضم جعله رفعاً بالابتداء، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم عالم الغيب بكسر الميم وهو صفة لله تعالى وهو قوله { ٱلْحَمْدُ للَّهِ } ويقال ردّه إلى حرف القسم وهو قوله تعالى { قُلْ بَلَىٰ وَرَبّى عَـٰلِمُ } وقرأ حمزة والكسائي علام الغيب، وهو على المبالغة في وصف الله عز وجل بالعلم ويقال من قرأ عالم الغيب بالضم فهو على المدح، ومعناه هو عالم الغيب، ويقال: هو على الابتداء وخبره { لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ } قرأ الكسائي لا يعزِب بكسر الواو وقرأ الباقون بالضم ومعناهما واحد أي لا يغيب عنه { مِثْقَالَ ذَرَّةٍ } يعني: وزن ذرة صغيرة والذرة النملة الصغيرة الحمراء، ويقال: التي ترى في شعاع الشمس { فِي ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَلاَ فِى ٱلأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِى كِتَـٰبٍ مُّبِينٍ } يعني: قد بيّن الله عز وجل في اللوح المحفوظ { لِيَجْزِىَ } يعني: لكي يثيب { ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ } بأعمالهم في الدنيا { وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ أُوْلَـئِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ } لذنوبهم { وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } أي ثواب حسن في الجنة قوله عز وجل { وَٱلَّذِينَ سَعَوْاْ فِى ءايَـٰتِنَا } يعني: عملوا في القرآن { مُعَـٰجِزِينَ } يعني: متسابقين ليسبق كل واحد منهم بالتكذيب قرأ أبو عمرو وابن كثير معجزين أي مثبطين يثبطون الناس عن الإيمان بالقرآن و { أُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مّن رّجْزٍ أَلِيمٍ } قرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص أليم بضم الميم وكذلك في الجاثية جعلاه من نعت العذاب يعني: عذاب أليم من رجز على معنى التقديم يعني: عذاب شديد وقرأ الباقون بالكسر فيكون صفة للرجز يعني: عذاب من العذاب الأليم.