التفاسير

< >
عرض

ٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ وَأَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٩٨
مَّا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ
٩٩
قُل لاَّ يَسْتَوِي ٱلْخَبِيثُ وَٱلطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ ٱلْخَبِيثِ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يٰأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
١٠٠
-المائدة

بحر العلوم

{ ٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } يعني إذا عاقب فعقوبته شديدة لمن عصاه، { وَأَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } لمن أطاعه. قوله تعالى: { مَّا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلَـٰغُ، وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ }. يعني أن الرسول ليس عليه طلب سرائرهم، وإنما عليه بتبليغ الرسالة والله تعالى هو الذي يعلم سرائرهم. قوله تعالى: { قُل لاَّ يَسْتَوِي ٱلْخَبِيثُ وَٱلطَّيّبُ } يعني لا يستوي الحلال والحرام. قال في رواية الكلبي: نزلت في شأن حَجَّاج اليمامة شريح بن ضبيعة حين أراد المسلمون أخذ ماله فنهاهم الله تعالى عن ذلك وأخبرهم أن أخذ ماله حرام، { وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ ٱلْخَبِيثِ } يعني كثره مال شريح بن ضبيعة، { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } لا تستحلوا ما حرم الله عليكم { وَٱتَّقُونِ يا أُوْلِي ٱلأَلْبَـٰبِ } يا ذوي العقول { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }. يعني تأمنون من عذابه. وروى أسباط عن السدي أنه قال: الخبيث هم المشركون، والطيب هم المؤمنون. وقال الضحاك: { لاَّ يَسْتَوِي ٱلْخَبِيثُ وَٱلطَّيّبُ } يعني صدقة من حرام لا تصعد إلى الله تعالى لا توضع في خزائنه، وصدقة من حلال تقع في يد الرحمن يعني يقبلها { وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ } يعني مثقال حبة من صدقة الحلال أرجح عند الله من جبال الدنيا من الحرام. وقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ }. روي عن أبي هريرة وعبد الله بن عباس وغيرهما "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قرأ: { وَللَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلْبَيْتِ } وقال: (يا أيها الناس كتب عليكم الحج) فقام رجل فقال: في كل عام يا رسول الله؟ فأعرض عنه ثم عاد، فقال: والذي نفسي بيده لو قلت نعم لوجب، ولو وجب ما استطعتموه ولو تركتموه لكفرتم، ثم قال: إنما هي حجة واحدة أو قال: مرة واحدة" ونزل: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ.. }.