التفاسير

< >
عرض

قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ ثُمَّ ٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ
١١
قُل لِّمَن مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ قُل للَّهِ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ
١٢
-الأنعام

بحر العلوم

فقال: { قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ } يعني قل لأهل مكة سافروا في الأرض { ثُمَّ ٱنْظُرُواْ } يعني اعتبروا { كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ } يعني آخر أمر { ٱلْمُكَذِّبِينَ } بالرسل والكتب. وقال الحسن: { سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ } يعني اقرأوا القرآن فانظروا كيف كان عاقبة المتقدمين في العذاب. فقال أهل مكة للنبي - صلى الله عليه وسلم - إن فعلت هذا الفعل لطلب المال فاترك هذا الفعل إنا نجمع لك مالاً تصير به أغنى أهل مكة فنزل قوله تعالى: { قُل لِّمَن مَّا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } فإن أجابوك وإلا فـ { قُل لِلَّهِ } يعني ما في السماوات وما في الأرض يعطي منها من يشاء. ثم قال: { كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ } فلا يعذبكم في الدنيا. وروى عطاء عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال: "إن لله مائة رحمة أنزل منها واحدة فقسمها بين الخلائق فبها يتراحمون وبها تعطف الوحوش على أولادها وادّخر لنفسه تسعة وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة" . ويقال: كتب الرحمة حيث أمهلهم ولم يهلكهم ليرجعوا ويتوبوا. ثم قال: { لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ } يعني ليجمعنكم يوم القيامة وهذا كما يقال: جمعت هؤلاء إلى هؤلاء أي ضممت بينهم في الجمع { لاَ رَيْبَ فِيهِ } يعني في البعث أنه كائن. ثم نعتهم فقال: { ٱلَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } قال بعضهم: هذا ابتداء وخبره لا يؤمنون وقال بعضهم: هذا بدل من قوله: ليجمعنكم. ثم عظم نفسه فقال: { وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ .. }.