قوله تعالى: { وَعِندَهُ مَفَاتِحُ ٱلْغَيْب } يعني خزائن الأرض والرزق ونزول العذاب. ويقال: عنده الوصلة إلى علم الغيب { لاَ يَعْلَمُهَآ إِلاَّ هُوَ، وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ } يعلم ما يهلك في البر والبحر ويقال: يعلم ما في البر من النبات والحب والنوى، وما في البحر من الدواب وقوت ما فيها { وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ } من الشجر { إِلاَّ يَعْلَمُهَا } يعلم من وقت سقوطه وموضع مسقطه. وروى مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنه قال: ليس أحد من خلق الله تعالى أكثر من الملائكة وليس من شجرة تخرج إلا وملك موكل بها ويقال: إن الإنسان كالشجرة وأعضاءه كالأغصان، والحركات منه كالأوراق فهو يعلم حركة بني آدم. ثم قال تعالى: { وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَـٰتِ ٱلأَرْضِ } يعني تحت الصخرة التي هي أسفل الأرضين السابعة. ويقال: الحبة التي تحت الأرض التي يخرج منها النبات ثم قال: { وَلاَ رَطْبٍ } يعني الماء { وَلاَ يَابِسٍ } يعني الحجر. ويقال: ولا رطب: يعني العمران والأمصار والقرى { وَلاَ يَابِسٍ } يعني الخراب والبادية. { إِلاَّ فِي كِتَـٰبٍ مُّبِينٍ } يعني في اللوح المحفوظ. ويقال: ولا رطب ولا يابس يعني لا قليل ولا كثير { إِلاَّ فِي كِتَـٰبٍ مُّبِينٍ } يعني في اللوح المحفوظ. ويقال: القرآن قد بين فيه كل شيء بعضه مفسر، وبعضه يعرف بالاستدلال والاستنباط. وقرأ بعضهم: (ولا حبة) (ولا رطب ولا يابس) كل ذلك بالضم على معنى الابتداء. وهي قراءة شاذة. والقراءة المعروفة بالكسر لأجل: (من).