التفاسير

< >
عرض

لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ٱلْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
٢٦
وَٱلَّذِينَ كَسَبُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ جَزَآءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ ٱلْلَّيْلِ مُظْلِماً أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
٢٧
-يونس

النكت والعيون

قوله عز وجل: { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ } يعني عبادة ربهم.
{ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } فيه خمسة تأويلات:
أحدها: أن الحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله تعالى.وهذا قول أبي بكر الصديق وحذيفة بن اليمان وأبي موسى الأشعري.
والثاني: أن الحسنى واحدة من الحسنات، والزيادة مضاعفتها إلى عشر أمثالها، قاله ابن عباس.
الثالث: أن الحسنى حسنة مثل حسنة. والزيادة مغفرة ورضوان، قاله مجاهد.
والرابع: أن الحسنى الجزاء في الآخرة والزيادة ما أعطوا في الدنيا، قاله ابن زيد.
والخامس: أن الحسنى الثواب، والزيادة الدوام، قاله ابن بحر.
ويحتمل سادساً: أن الحسنى ما يتمنونه، والزيادة ما يشتهونه.
{ وَلاَ يَْرهَقُ وَجُوهَهُمْ قَتَرٌ } في معنى يرهق وجهان:
أحدهما: يعلو.
الثاني: يلحق، ومنه قيل غلام مراهق إذا لحق بالرجال.
وفي قوله تعالى: { قَتَرٌ } أربعة أوجه: أحدها: أنه سواد الوجوه، قاله ابن عباس.
الثاني: أنه الحزن، قاله مجاهد.
الثالث: أنه الدخان ومنه قتار اللحم وقتار العود وهو دخانه، قاله ابن بحر.
الرابع: أنه الغبار في محشرهم إلى الله تعالى، ومنه قول الشاعر:

متوجٌ برداء الملك يتبعه موجٌ ترى فوقه الرايات والقترا

{ وَلاَ ذِلَّةٌ } فيها ها هنا وجهان:
أحدهما: الهوان.
الثاني: الخيبة.