قوله تعالى:{ إنَّ في ذلك لآياتٍ للمتوسمين } فيه خمسة أوجه:
أحدها: للمتفرسين، قاله مجاهد. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اتقوا
فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله" ثم تلا هذه الآية...
الثاني: للمعتبرين، قاله قتادة.
الثالث: للمتفكرين، قاله ابن زيد.
الرابع: للناظرين، قاله الضحاك. قال زهير بن أبي سلمى:
وفيهن ملهى للصديق ومنظر أنيقٌ لعَيْنِ الناظر المتوسم
الخامس: للمبصرين، قاله أبو عبيدة. قال الحسن: هم الذين يتوسمون الأمور
فيعلمون أن الذي أهلك قوم لوط قادر على أن يهلك الكفار، ومنه قول عبدالله بن
رواحة للنبي صلى الله عليه وسلم:
إني توسمت فيك الخير أعرِفُه والله يعلم أني ثابت البصر
قوله عز وجل:{ وإنها لبسبيل مقيم }فيه تأويلان:
أحدهما: لهلاك دائم، قاله ابن عباس.
الثاني: لبطريق معلم، قاله مجاهد. يعني بقوله{ وإنما }أهل مدائن قوم لوط
وأصحاب الأيكة قوم شعيب.