التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً
٣٠
أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ ٱلأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى ٱلأَرَآئِكِ نِعْمَ ٱلثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً
٣١
-الكهف

النكت والعيون

قوله عز وجل: { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنّا لا نضيع أجْر من أحسن عملاً } روى البراء بن عازب أن أعرابياً قام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال: إني رجل متعلم فأخبرني عن هذه الآية { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات } الآية فقال رسول الله صلى عليه وسلم "يا أعرابي ما أنت منهم ببعيد ولا هم ببعيد منك، هم هؤلاء الأربعة الذين هم وقوف، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي فأعلم قومك أن هذه الآية نزلت فيهم" .
قوله عز وجل: { ... ويلبسون ثياباً خُضْراً مِن سندس وإستبرق } أما السندس: ففيه قولان:
أحدهما: أنه من ألطف من الديباج، قاله الكلبي.
الثاني: ما رَقَّ من الديباج، واحده سندسة، قاله ابن قتيبة. وفي الاستبرق قولان:
أحدهما: أنه ما غلظ من الديباج، قاله ابن قتيبة، وهو فارسي معرب، أصله استبره وهو الشديد، وقد قال المرقش:

تراهُنَّ يَلبْسنَ المشاعِرَ مرة وإسْتَبْرَقَ الديباج طوراً لباسُها

الثاني: أنه الحرير المنسوج بالذهب، قاله ابن بحر.
{ متكئين فيها على الأرائك } فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنها الحجال، قاله الزجاج.
الثاني: أنها الفُرُش في الحجال.
الثالث: أنها السرر في الحجال، وقد قال الشاعر:

خدوداً جفت في السير حتى كأنما يباشرْن بالمعزاء مَسَّ الأرائكِ