قوله عز وجل: { ... حَتَّى نَرى اللهَ جَهْرَةً } فيه تأويلان:
أحدهما: علانية، وهو قول ابن عباس.
والثاني: عياناً، وهو قول قتادة.
وأصل الجهر الظهور، ومنه الجهر بالقراءة، إنما هو إظهارها، والمجاهرة
بالمعاصي: المظاهرة بها.
{ فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ } يعني الموت، { وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ } ما نزل بكم من
الموت.
قوله عز وجل: { ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ } يعني الذين ماتوا بالصاعقة،
وهم السبعون الذين اختارهم موسى ليستمعوا مناجاة ربَّه له بعد أن تاب على من
عبد العجل.
وفي قوله تعالى: { ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ } تأويلان:
أحدهما: أنه إحياؤهم بعد موتهم لاستكمال آجالهم، وهذا قول قتادة.
والثاني: أنهم بعد الإحياء سألوا أن يبعثوا أنبياء فبعثهم الله أنبياء، وهذا قول
السُّدِّيِّ.
وأصل البعث الإرسال، وقيل: بل أصله: إثارة الشيء من محلِّه.