قوله عز وجل: { الصَّابِرِينَ } فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: الصابرين عما نهوا عنه من المعاصي.
والثاني: يعني في المصائب.
والثالث: الصائمين.
ويحتمل رابعاً: الصابرين عما زُيِّن للناس من حب الشهوات.
{ وَالصَّادِقِينَ } فيه وجهان:
أحدهما: في قولهم.
والثاني في القول والفعل والنيَّة، والصدق في القول: الإخبار بالحق،
والصدق في الفعل: إتمام العمل، والصدق في النية: إمضاء العزم.
{ وَالْقَانِتِينَ } فيه تأويلان:
أحدهما: يعني المطيعين، قاله قتادة.
والثاني: معناه القائمون على العبادة، قاله الزجاج.
{ والْمُنفِقِينَ } فيه تأويلان:
أحدهما: في الجهاد.
والثاني: في جميع البِرِّ.
{ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بالأْسْحَارِ } فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها يعني المصلين بالأسحار، قاله قتادة.
والثاني: أنهم المستغفرون قولاً بالأسحار يسألون الله تعالى المغفرة، قاله
ابن عمر، وابن مسعود وأنس بن مالك.
والثالث: أنهم يشهدون الصبح في جماعة، قاله زيد بن أسلم. والسحر من
الليل هو قبيل الفجر.