قوله عز وجل: { وقال فرعون ذروني أقتُل موسى } فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: معناه أشيروا عليّ بقتل موسى لأنهم قد كانوا أشاروا عليه بأن لا يقتله
لأنه لو قتله منعوه، قاله ابن زياد.
الثاني: ذروني أتولى قتله، لأنهم قالوا إن موسى ساحر إن قتلته هلكت لأنه لو
أمر بقتله خالفوه.
الثالث: أنه كان في قومه مؤمنون يمنعونه من قتله. فسألهم تمكينه من قتله.
{ وليدع ربه } فيه وجهان:
أحدهما: وليسأل ربه فإنه لا يجاب.
الثاني: وليستعن به فإنه لا يعان.
{ إني أخاف أن يبدِّل دينكم } فيها وجهان:
أحدهما: يغير أمركم الذي أنتم عليه، قاله قتادة.
الثاني: معناه هو أن يعمل بطاعة الله، رواه سعيد بن أبي عروبة.
الثالث: محاربته لفرعون بمن آمن به، حكاه ابن عيسى.
الرابع: هو أن يقتلوا أبناءكم ويستحيوا نساءكم إذا ظهروا عليكم كما كنتم
تفعلون بهم، قاله ابن جريج.
ويحتمل خامساً: أن يزول به ملككم لأنه ما تجدد دين إلا زال به ملك.