التفاسير

< >
عرض

يَابَنِيۤ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُوۤاْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ
٣١
-الأعراف

النكت والعيون

قوله عز وجل: { يَا بِنِي ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمُ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ } فيه أربعة أقاويل:
أحدها: أن ذلك وارد في ستر العورة في الطواف على ما تقدم ذكره، قاله ابن عباس، والحسن، وعطاء، وقتادة، وسعيد بن جبير، وإبراهيم.
والثاني: أنه وارد في ستر العورة في الصلاة، قاله مجاهد، والزجاج.
والثالث: أنه وارد في التزين بأجمل اللباس في الجمع والأعياد.
والرابع: أنه أراد به المشط لتسريح اللحية.
{ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ } يعني ما أحله الله لكم.
ويحتمل أن يكون هذا أمر بالتوسع في الأعياد.
{ وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسُرِفِينَ } فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: لا تسرفوا في التحريم، قاله السدي.
والثاني: معناه لا تأكلوا حراماً فإنه إسراف، قاله ابن زيد.
والثالث: لا تسرفوا في أكل ما زاد على الشبع فإنه مضر، وقد جاء في الحديث:
"أَصْلُ كُلِّ دَاءٍ البردة" ، يعني التخمة.
ويحتمل تأويلاً رابعاً: لا تسرفوا في الإنفاق.
وقوله: { إِنَّهُ لاَ يحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } يحتمل وجهين:
أحدهما: لا يحب أفعالهم في السرف.
والثاني: لا يحبهم في أنفسهم لأجل السرف.