قوله تعالى: { وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَـٰنَ ٱلضُّرُّ }، الجَهْد والشدة، { دَعَانَا لِجَنبِهِ }، أي: على جنبه مضطجعاً، { أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا }، يريد في جميع حالاته، لأن الإِنسان لا يعدو إحدى هذه الحالات. { فَلَمَّا كَشَفْنَا }، دفعنا { عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَآ إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُ }، أي: استمر على طريقته الأولى قبل أن يصيبه الضر، ونسي ما كان فيه من الجهد البلاء، كأنه لم يدعنا إلى ضُرٍّ مسّه أي: لم يطلب منا كشف ضُرٍّ مَّسَّه. { كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ } المجاوزين الحدَّ في الكفرِ والمعصية، { مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }، من العصيان. قال ابن جريج: كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون من الدعاء عند البلاء وترك الشكر عند الرخاء. وقيل: معناه كما زَيّن لكم أعمالكم كذلك زيّن للمسرفين الذين كانوا من قبلكم أعمالهم.
قوله عزّ وجلّ: { وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا ٱلْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ } أشركوا، { وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَـٰتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذَٰلِكَ }، أي: كما أهلكناهم بكفرهم، { نَجْزِي }، نعاقب ونهلك، { ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ }، الكافرين بتكذيبهم محمداً صلى الله عليه وسلم، يخُوّف كفار مكة بعذابِ الأمم الخالية المكذبة.