{ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَآءَ بَعْدَ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ }، بعد بلاء أصابه، { لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ ٱلسَّيِّئَاتُ عَنِّيۤ }، زالت الشدائد عني، { إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ }، أُشِرٌ بَطِرٌ، والفرح لذة في القلب بنيل المشتهى، والفخر: هو التطاول على الناس بتعديد المناقب، وذلك منهيٌّ عنه.
{ إِلاَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ }، قال الفرَّاء: هذا استثناء منقطع، معناه: لكنّ الذين صبرُوا { وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ }، فإنهم وإن نالتهم شدة صبروا، وإن نالوا نعمة شكروا، { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ }، لذنوبهم، { وَأَجْرٌ كَبِيرٌ }، وهو الجنة.
{ فَلَعَلَّكَ }، يامحمد، { تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ }، فلا تبلِّغه إياهم. وذلك أن كفار مكة لما قالوا:
{ { ٱئْتِ بِقُرْءَانٍ غَيْرِ هَـٰذَآ } [يونس: 15] ليس فيه سب آلهتنا همَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يَدَعَ آلهتَهم ظاهراً، فأنزل الله تعالى.
{ فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ } يعني: سب الآلهة، { وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ }: أي: فلعلك يضيق صدرك { أَن يَقُولُواْ }، أي: لأن يقولوا، { لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ } ينفقه { أَوْ جَآءَ مَعَهُ مَلَكٌ }، يصدقه، قاله عبدالله بن أبي أمية المخزومي.
قال الله تعالى: { إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٌ }، ليس عليك إلاّ البلاغ، { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ وَكِيلٌ } حافظ.