{ إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ وَأَخْبَتُوۤاْ }، قال ابن عباس: خافوا. قال قتادة: أنابوا. قال مجاهد: اطمأنوا. وقيل: خشعوا. وقوله: { إِلَىٰ رَبِّهِمْ }، أي: لربهم، { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ }.
{ مَثَلُ ٱلْفَرِيقَيْنِ }، المؤمن والكافر، { كَٱلأَعْمَىٰ وَٱلأَصَمِّ وَٱلْبَصِيرِ وَٱلسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً }، قال الفراء: لم يقل يستوون، لأن الأعمى والأصم في حيِّزٍ كأنهما واحد؛ لأنهما من وصف الكافر، والبصير والسميع في حيز كأنهما واحد، لأنهما من وصف المؤمن، { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ }، أي: تتعظون. قوله تعالى: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ إِنِّى لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }، قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب: "أَني" بفتح الهمزة أي: بأني، وقرأ الباقون بكسرها، أي: فقال إني، لأن في الإِرسال معنى القول: إني لكم نذير مبين.
{ أَن لاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ إِنِّىۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ }، أي: مؤلم. قال ابن عباس: بُعِث نوح عليه السلام بعد أربعين سنة، ولبث يدعو قومه تسعمائة وخمسين سنة، وعاش بعد الطوفان ستين سنة، فكان عمره ألفاً وخمسين سنة.
وقال مقاتل: بعث وهو ابن مائة سنة.
وقيل: بُعث وهو ابن خمسين سنة. وقيل: بعث وهو ابن مائتين وخمسين سنة، ومكث يدعو قومه تسعمائة وخمسين سنة، وعاش بعد الطوفان مائتين وخمسين سنة فكان عمره ألفاً وأربعمائة وخمسين سنة قال الله تعالى:
{ { فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً } [العنكبوت: 14] أي: فلبث فيهم داعياً.