{ قَالُواْ يَٰشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ }، ما نفهم، { كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً }، وذلك أنه كان ضرير البصر، فأرادوا ضعف البصر، { وَلَوْلاَ رَهْطُكَ }، عشيرتَك وكان في منعة من قومه، { لَرَجَمْنَـٰكَ }، لَقَتَلناك. والرجم: أقبح القتل. { وَمَآ أَنتَ عَلَيْنَا }، عندنا، { بِعَزِيزٍ }.
{ قَالَ يَٰقَوْمِ أَرَهْطِىۤ أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ ٱللَّهِ } أي: مكان رهطي أهيب عندكم من الله، أي: إن تركتم قتلي لمكان رهطي فالأَولى أن تحفظوني في الله. { وَٱتَّخَذْتُمُوهُ وَرَآءَكُمْ ظِهْرِيّاً }، أي: نبذتم أمر الله وراء ظهوركم وتركتموه، { إِنَّ رَبِّى بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ }.
{ وَيَٰقَوْمِ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ }، أي: على تؤدتكم وتمكنكم. يقال: فلان يعمل على مكانته إذا عمل على تؤدة وتمكن. { إِنِّى عَـٰمِلٌ }، على تمكني، { سَوْفَ تَعْلَمُونَ }، أيُّنا الجاني على نفسه، والمخطىء في فعله، فذلك قوله: { مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ } يذلّه، { وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ }، قيل: «من» في محل النصب، أي: فسوف تعلمون الكاذب. وقيل: محله رفع، تقديره: ومن هو كاذب يعلم كذبه ويذوق وبال أمره. { وَٱرْتَقِبُوۤاْ }، وانتظروا العذاب { إِنِّى مَعَكُمْ رَقِيبٌ }، منتظر.
{ وَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ }، قيل: إن جبريل عليه السلام صاح بهم صيحة فخرجت أرواحهم. وقيل: أتتهم صيحة من السماء فأهلكتهم. { فَأَصْبَحُواْ فِى دِيَارِهِمْ جَـٰثِمِينَ }، ميتين.