{ وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ }، أي: على تبليغ الرسالة والدعاء إلى الله تعالى، { مِنْ أَجْرٍ }، جُعْلٍ وجزاءٍ، { إِنْ هُوَ }، ما هو يعني القرآن، { إِلاَّ ذِكْرٌ }، عِظةٌ وتذكير، { لِّلْعَـٰلَمِينَ }.
{ وَكَأَيِّن }، وكم، { مِّنْ ءَايَةٍ }، عِبْرةٍ ودَلاَلةٍ، { فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ }، لا يتفكرون فيها ولا يعتبرون بها.
{ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِٱللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ }، فكان من إيمانهم إذا سُئِلُوا: من خلق السمواتِ والأرض؟ قالوا: الله، وإذا قيل لهم: من ينزّل القطرَ؟ قالوا: الله، ثم مع ذلك يعبدون الأصنام ويشركون.
وعن ابن عباس أنه قال: إنها نزلت في تلبية المشركين من العرب كانوا يقولون في تلبيتهم: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك.
وقال عطاء: هذا في الدعاء، وذلك أن الكفار نسوا ربَّهم في الرخاء، فإذا أصابهم البلاء أخلصوا في الدعاء، كما قال الله تعالى:
{ { وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ } [ يونس:22] وقال تعالى: { { فَإِذَا رَكِبُواْ فِى ٱلْفُلْكِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } [العنكبوت:65]، وغير ذلك من الآيات.