{ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ }، يامحمد، { إِلاَّ رِجَالاً } لا ملائكة، { نُّوحِىۤ إِلَيْهِم }، قرأ حفص: { نُوحي } بالنون وكسر الحاء وقرأ الآخرون بالياء وفتح الحاء.
{ مِّنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ }، يعني: من أهل الأمصار دون أهل البوادي، لأن أهل الأمصار أعقل وأفضل وأعلم وأحلم.
وقال الحسن: لم يبعث الله نبياً من بدوٍ، ولا من الجن، ولا من النساء.
وقيل: علم إنما لم يبعث من أهل البادية لغلظهم وجفائهم.
{ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى ٱلأَرْضِ }، يعني: هؤلاء المشركين المكذبين، { فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ }، آخر أمر، { ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ }، يعني: الأمم المكذبة فيعتبروا.
{ وَلَدَارُ ٱلأَخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ ٱتَّقَواْ }، يقول جلّ ذكرُه: هذا فعلنا بأهل ولايتنا وطاعتنا؛ أن ننجيهم عند نزول العذاب، وما في الدار الآخرة خيرٌ لهم، فترك ما ذكرنا اكتفاءٌ، لدلالة الكلام عليه.
قوله تعالى: { وَلَدَارُ ٱلأَخِرَةِ }، قيل: معناه ولدار الحال الآخرة.
وقيل: هو إضافة الشيء إلى نفسه؛ كقوله:
{ { إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ ٱلْيَقِينِ } [الواقعة:95] وكقولهم: يوم الخميس، وربيع الآخر. { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }، فتؤمنُون.