{ وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ }، كما استهزؤا بك، { فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ }، أمهلتهم وأطلت لهم المدة، ومنه "المَلَوانِ"، وهما: الليل والنهار، { ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ } عاقبتهم في الدنيا بالقتل وفي الآخرة بالنار، { فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ }، أي: عقابي لهم.
{ أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ }، أي: حافظها، ورازقها، وعالم بها، ومجازيها بما عملت. وجوابه محذوف، تقديره: كمن ليس بقائم بل عاجز عن نفسه.
{ وَجَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَآءَ قُلْ سَمُّوهُمْ } بيّنُوا أسماءهم.
وقيل: صفوهم ثم انظروا هَلْ هي أهل لأن تُعبد؟
{ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ } أي: تخبرون الله تعالى:{ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِى ٱلأَرْضِ }، فإنه لا يعلم لنفسه شريكاً ولا في الأرض إلهاً غيره، { أَم بِظَـٰهِرٍ } يعني: أم تتعلقون بظاهر، { مِّنَ ٱلْقَوْلِ }، مسموعٍ، وهو في الحقيقة باطل لا أصل له.
وقيل: بباطلٍ من القول، قال الشاعر:
وعَيُّرَنَي الوَاشُونَ أَنِّي أُحِبُّهَاوَتْلِكَ شَكَاةٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُهَا
أي: زائل.
{ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ }، كيدهم. وقال مجاهد: شركهم وكذبهم على الله.
{ وَصُدُّواْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ }، أي: صرفوا عن الدين.
قرأ أهلُ الكوفة ويعقوب { وصدّوا } وفي حم المؤمن { وصُدّ } بضم الصاد فيهما، وقرأ الآخرون بالفتح لقوله تعالى:
{ { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } [الحج: 25]، وقوله: { { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } [النحل: 88 وغيرها].
{ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ }، بخذلانه إيّاهُ، { فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }.