التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ
٣٢
أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَآءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي ٱلأَرْضِ أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ ٱلْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ وَصُدُّواْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ
٣٣
-الرعد

معالم التنزيل

{ وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ }، كما استهزؤا بك، { فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ }، أمهلتهم وأطلت لهم المدة، ومنه "المَلَوانِ"، وهما: الليل والنهار، { ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ } عاقبتهم في الدنيا بالقتل وفي الآخرة بالنار، { فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ }، أي: عقابي لهم.

{ أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ }، أي: حافظها، ورازقها، وعالم بها، ومجازيها بما عملت. وجوابه محذوف، تقديره: كمن ليس بقائم بل عاجز عن نفسه.

{ وَجَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَآءَ قُلْ سَمُّوهُمْ } بيّنُوا أسماءهم.

وقيل: صفوهم ثم انظروا هَلْ هي أهل لأن تُعبد؟

{ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ } أي: تخبرون الله تعالى:{ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِى ٱلأَرْضِ }، فإنه لا يعلم لنفسه شريكاً ولا في الأرض إلهاً غيره، { أَم بِظَـٰهِرٍ } يعني: أم تتعلقون بظاهر، { مِّنَ ٱلْقَوْلِ }، مسموعٍ، وهو في الحقيقة باطل لا أصل له.

وقيل: بباطلٍ من القول، قال الشاعر:

وعَيُّرَنَي الوَاشُونَ أَنِّي أُحِبُّهَاوَتْلِكَ شَكَاةٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُهَا

أي: زائل.

{ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ }، كيدهم. وقال مجاهد: شركهم وكذبهم على الله.

{ وَصُدُّواْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ }، أي: صرفوا عن الدين.

قرأ أهلُ الكوفة ويعقوب { وصدّوا } وفي حم المؤمن { وصُدّ } بضم الصاد فيهما، وقرأ الآخرون بالفتح لقوله تعالى: { { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } [الحج: 25]، وقوله: { { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } [النحل: 88 وغيرها].

{ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ }، بخذلانه إيّاهُ، { فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }.