{ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ تَعَـٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } أي: ارتفع عما يشركون.
{ خَلَقَ ٱلإِنسَـٰنَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ }، جَدِلٌ بالباطل، { مُّبِينٌ }.
نزلت في أبيّ بن خلف الجمحي، وكان ينكر البعث جاء بعظم رميم فقال: أتقول إن الله تعالى يحيي هذا بعد ما قد رمَّ؟ كما قال جل ذكره
{ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِىَ خَلْقَهُ } [يس: 78]، نزلت فيه أيضاً.
والصحيح أن الآية عامة، وفيها بيان القدرة وكشف قبيح ما فعلوه، من جحد نعم الله مع ظهورها عليهم.
قوله تعالى: { وَٱلأَنْعَـٰمَ خَلَقَهَا }، يعني الإِبل والبقر والغنم، { لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ } يعني: من أوبارها وأشعارها وأصوافها ملابس ولُحفاً تستدفئون بها، { وَمَنَـٰفِعُ }، بالنسل والدر والركوب والحمل وغيرها، { وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ }، يعني لحومها.
{ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ }، زينة، { حِينَ تُرِيحُونَ }، أي: حين تردونها بالعشي من مراعيها إلى مباركها التي تأوى إليها، { وَحِينَ تَسْرَحُونَ }، أي: تخرجونها بالغداة من مراحها إلى مسارحها، وقدم الرواح لأن المنافع تؤخذ منها بعد الرواح، ومالكَها يكون أعجب بها إذا راحت.
{ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ }، أحمالكم، { إِلَىٰ بَلَدٍ }، آخر غير بلدكم. قال عكرمة: البلد مكة، { لَّمْ تَكُونُواْ بَـٰلِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ ٱلأَنفُسِ }، أي: بالمشقة والجهد. والشق: النصف أيضاً أي: لم تكونوا بالغيه إلا بنقصان قوة النفس وذهاب نصفها.
وقرأ أبو جعفر { بِشَقِّ } بفتح الشين، وهما لغتان، مثل: رطْل ورِطْل.
{ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }، بخلقه حيث جعل لكم هذه المنافع.