التفاسير

< >
عرض

فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوۤاْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
٥٢
وَأَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ
٥٣
وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ
٥٤
أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ
٥٥
فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَخْرِجُوۤاْ آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ
٥٦
فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ ٱلْغَابِرِينَ
٥٧
وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ ٱلْمُنذَرِينَ
٥٨
قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلاَمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَىٰ ءَآللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ
٥٩
-النمل

معالم التنزيل

{ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً }، نصب على الحال أي: خالية، { بِمَا ظَلَمُوۤاْ }، أي: بظلمهم وكفرهم، { إِنَّ فِى ذٰلِكَ لاََيَةً }، لعبرة، { لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }، قدرتنا.

{ وَأَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ }، يقال: كان الناجون منهم أربعة آلاف.

قوله تعالى: { وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ ٱلْفَـٰحِشَةَ }، وهي الفعلة القبيحة، { وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ }، أي تعلمون أنها فاحشة. وقيل: معناه يرى بعضكم بعضاً وكانوا لا يستترون عُتُوّاً منهم.

{ أَءِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِ بَلْ أَنْتُم قَومٌ تَجْهَلُونَ }.

{ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَخْرِجُوۤاْ ءَالَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتكُمْ إنَهم أُناس يَتَطَهَّرُونَ }، من أدبار الرجال.

{ فَأَنجَيْنَـٰهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ قَدَّرْنَـٰهَا }، قضينا عليها وجعلناها بتقديرنا، { مِنَ ٱلْغَـٰبِرِينَ }، أي الباقين في العذاب.

{ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً }، وهي الحجارة، { فَسَآءَ }، فبئس، { مَطَرُ ٱلْمُنذَرِينَ }.

قوله تعالى: { قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ }، هذا خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يحمد الله على هلاك كفار الأمم الخالية. وقيل: على جميع نعمه. { وَسَلَـٰمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَىٰ }، قال مقاتل: هم الأنبياء والمرسلون، دليله قوله عزّ وجلّ: { وَسَلاَمٌ عَلَىٰ ٱلْمُرْسَلِينَ }.

وقال ابن عباس في رواية أبي مالك هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. وقال الكلبي: هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

وقيل: هم كل المؤمنين من السابقين واللاحقين.

{ ءَآللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ }، قرأ أهل البصرة وعاصم: «يشركون» بالياء، وقرأ الآخرون بالتاء، يخاطب أهل مكة، وفيه إلزام الحجة على المشركين بعد هلاك الكفار، يقول: آلله خير لمن عبده، أم الأصنام خير لمن عبدها؟ والمعنى: أن الله ينجي مَنْ عَبَدَهَ مِنَ الهلاك، والأصنام لم تُغْنِ شيئاً عن عابديها عند نزول العذاب.