قوله تعالى: { وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ }، نصب على خبر كان، والاسم في أن قالوا، ومعناه: وما كان قولهم عند قتل نبيهم، { إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا } أي: الصغائر، { وَإِسْرَافَنَا فِىۤ أَمْرِنَا }، أي: الكبائر، { وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا }، كي لا تزول، { وٱنصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَـٰفِرِينَ }، يقول فهلا فعلتم وقلتم مثل ذلك بأصحاب محمد. { فَآتَاهُمُ ٱللَّهُ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا }، النصرة والغنيمة، { وَحُسْنَ ثَوَابِ ٱلآخِرَةِ }، الأجر والجنة، { وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ }.
قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تُطِيعُواْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ }، يعني: اليهود والنصارى، وقال علي رضي الله عنه، يعني: المنافقين في قولهم للمؤمنين عند الهزيمة: ارجعوا إلى إخوانكم وادخلوا في دينهم. { يَرُدُّوكُمْ عَلَىٰ أَعْقَـٰبِكُمْ }، يُرجعوكم إلى أول أمركم الشرك بالله، { فَتَنقَلِبُواْ خَـٰسِرِينَ }، مغبونين.
ثم قال: { بَلِ ٱللَّهُ مَوْلَـٰكُمْ }، ناصرُكم وحافظُكم على دينكم، { وَهُوَ خَيْرُ ٱلنَّـٰصِرِينَ }