{ ٱسْتِكْبَاراً فِى ٱلأَرْضِ }، نصب "استكباراً" على البدل من النفور، { وَمَكْرَ ٱلسَّيِّىءِ }, يعني: العمل القبيح، أضيف المكر إلى صفته، قال الكلبي: هو اجتماعهم على الشرك وقتل النبي صلى الله عليه وسلم، وقرأ حمزة «مكر السيىء» ساكنة الهمزة تخفيفاً وهي قراءة الأعمش، { وَلاَ يَحِيقُ ٱلْمَكْرُ ٱلسَّيِّىءُ }, أي: لا يحل ولا يحيط المكر السيىء، { إِلاَّ بِأَهْلِهِ }, فقتلوا يوم بدر، وقال ابن عباس: عاقبة الشرك لا تحل إلا بمن أشرك. والمعنى: وبال مكرهم راجع إليهم، { فَهَلْ يَنظُرُونَ }, ينتظرون، { إِلاَّ سُنَّةَ آلأَوَّلِينَ }, إلا أن ينزل بهم العذاب كما نزل بمن مضى من الكفار، { فَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَحْوِيلاً }.
{ أَوَلَمْ يَسِيرُواْ فِى ٱلاَْرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوۤاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعْجِزَهُ }, يعني: ليفوت عنه، { مِنْ شَىْءٍ فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَلاَ فِى ٱلأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً }.
{ وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ }, من الجرائم، { مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا }, يعني: على ظهر الأرض، كناية عن غير مذكور، { مِن دَآبَّةٍ }, كما كان في زمان نوح أهلك الله ما على الأرض إلا من كان في سفينة نوح، { وَلَـٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً }، قال ابن عباس رضي الله عنهما: يريد أهل طاعته وأهل معصيته.