التفاسير

< >
عرض

وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحيِي ٱلْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ
٧٨
قُلْ يُحْيِيهَا ٱلَّذِيۤ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ
٧٩
ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلشَّجَرِ ٱلأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَآ أَنتُم مِّنْه تُوقِدُونَ
٨٠
أَوَلَـيْسَ ٱلَذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاواتِ وَٱلأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَىٰ وَهُوَ ٱلْخَلاَّقُ ٱلْعَلِيمُ
٨١
إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ
٨٢
-يس

معالم التنزيل

{ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِىَ خَلْقَهُ }، بدء أمره, ثم { قَالَ مَن يُحْيي ٱلْعِظَـٰمَ وَهِىَ رَمِيمٌ }، بالية، ولم يقل رميمة لأنه معدول عن فاعلة، وكل ما كان معدولاً عن وجهه ووزنه كان مصروفاً عن أخواته، كقوله: { { وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً } [مريم: 28]، أسقط الهاء لأنها كانت مصروفة عن باغية.

{ قُلْ يُحْيِيهَا ٱلَّذِىۤ أَنشَأَهَآ }, خلقها، { أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ }.

{ ٱلَّذِى جَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلشَّجَرِ ٱلأَخْضَرِ نَاراً }، قال ابن عباس: هما شجرتان يقال لأحدهما: المَرْخ وللأخرى: العَفَار، فمن أراد منهم النار قطع منهما غصنين مثل السواكين وهم خضراوان يقطر منهما الماء، فيسحق المرخ على العفار فيخرج منهما النار بإذن الله عزَّ وجلَّ.

تقول العرب: في كل شجر نار واستمجد المرخ والعفار، وقال الحكماء: في كل شجرٍ نارٌ إلا العناب. { فَإِذَآ أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ }، أي: تقدحون وتوقدون النار من ذلك الشجر، ثم ذكر ما هو أعظم من خلق الإِنسان، فقال:

{ أَوَلَـيْسَ ٱلَذِى خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضَ بِقَـٰدِرٍ }، قرأ يعقوب: "يقدر" بالياء على الفعل، { عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَىٰ }، أي: قل: بلى، هو قادر على ذلك، { وهوَ ٱلْخَلَّـٰقُ }، [يخلق خلقاً بعد خلق]، { ٱلْعَلِيمُ } بجميع ما خلق.

{ إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }.