{ فَآمَنُواْ }, يعني: الذين أرسل إليهم يونس بعد معاينة العذاب، { فَمَتَّعْنَـٰهُمْ إِلَىٰ حِينٍ }، إلى انقضاء آجالهم.
قوله تعالى: { فَٱسْتَفْتِهِمْ }، فاسأل يا محمد أهل مكة وهو سؤال توبيخ، { أَلِرَبِّكَ ٱلْبَنَاتُ وَلَهُمُ ٱلْبَنُونَ }، وذلك أن جهينة وبني سلمة وبن عبد الدار زعموا أن الملائكة بنات الله، يقول: جعلوا لله البنات ولأنفسهم البنين.
{ أَمْ خَلَقْنَا ٱلْمَلَـٰئِكَةَ إِنَـٰثاً }، معناه: أخلقنا الملائكة إناثاً، { وَهُمْ شَـٰهِدُونَ }، حاضرون خَلْقَنا إيّاهم، نظيره قوله:
{ أَشَهِدُواْ خلْقَهُمْ } [الزخرف: 19]. { أَلآَ إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ }، من كذبهم، { لَيَقُولُونَ وَلَدَ ٱللهُ وَإِنَّهُمْ لَكَـٰذِبُونَ }.
{ أَصْطَفَى }، قرأ أبو جعفر: "لكاذبون اصطفى" موصولاً، على الخبر عن قول المشركين، وعن الوقف يبتدئ: "اصطفى" بكسر الألف، وقراءة العامة بقطع الألف، لأنها ألف استفهام دخلت على ألف الوصل، فحذفت ألف الوصل وبقيت ألف الاستفهام مفتوحة مقطوعة، مثل: استكبر ونحوها، { أَصْطَفَى ٱلْبَنَاتِ عَلَىٰ ٱلْبَنِينَ }.
{ مَالَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ }، لله بالبنات ولكم بالبنين.
{ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ }، أفلا تتعظون.
{ أَمْ لَكُمْ سُلطـٰنٌ مُّبِينٌ }، برهان بيّن على أن لله ولداً.