{ وَٱسْتَغْفِرِ ٱللَّهَ }، ممّا هممتَ به من معاقبة اليهودي، وقال مقاتل: واستغفرِ الله من جِدَالِكَ عن طعمة { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }.
{ وَلاَ تُجَادِلْ }، لا تُخاصم، { عَنِ ٱلَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ }، أي: يظلمون أنفسَهم بالخيانة والسرقة، { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أثِيماً } يريد خواناً في الدرع، أثيماً في رميه اليهودي، قيل: إنه خطاب مع النبي صلّى الله عليه وسلم، والمُرادُ به غيره، كقوله تعالى: «فإنْ كنتَ في شكٍّ ممّا أنزلنا إليك»، والاستغفار في حق الأنبياء بعد النبوة على أحد الوجوه الثلاثة: إمّا لذنبٍ تقدم على النبوة أو لذنوب أمته وقرابته، أو لمباحٍ جاء الشرع بتحرِّيْهِ فيتركه بالاستغفار، فالاستغفار يكون معناه: السمع والطاعة لحكم الشرع.
{ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ }، أي: يستترون ويستحيون من الناس، يريد بني ظفر بن الحارث، { وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱللَّهِ } أي: لا يستترون ولا يستحيون من الله، { وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ }، يقولون ويُؤلِّفون، والتبييت: تدبير الفعل ليلاً، { مَا لاَ يَرْضَىٰ مِنَ ٱلْقَوْلِ }، وذلك أن قوم طعمة قالوا فيما بينهم: نرفع الأمر إلى النبي صلّى الله عليه وسلم فإنه يسمع قوله ويمينه لأنه مسلم ولا يسمع من اليهودي فإنه كافر، فلم يرضَ الله ذلك منهم، { وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً }، ثم يقول لقوم طعمة: { هَا أَنْتُمْ هَـٰؤُلاۤءِ جَادَلْتُمْ..... }.