{ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّـٰتِ عَدْنٍ ٱلَّتِى وَعَدْتَّهُمْ وَمَن صَـلَحَ مِنْ ءَابَآئِهِمْ وَأَزْوَٰجِهِمْ وَذُرِّيَّـٰتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }، قال سعيد بن جبير: يدخل المؤمن الجنة فيقول: أين أبي؟ أين أمي، أين ولدي أين زوجتي؟ فيقال: إنهم لم يعملوا مثل عملك، فيقول: إني كنت أعمل لي ولهم، فيقال: أدخلوهم الجنة.
{ وَقِهِمُ ٱلسَّيِّئَـٰتِ }، العقوبات، { وَمَن تَقِ ٱلسَّيِّئَـٰتِ }، أي: ومن تقه السيئات يعني العقوبات، وقيل: جزاء السيئات، { يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ }.
قوله عزّ وجلّ: { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنَادَوْنَ }، يوم القيامة وهم في النار وقد مَقَتُوا أنفسَهم حين عُرضت عليهم سيئاتهم، وعاينوا العذاب، فيقال لهم: { لَمَقْتُ ٱللهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُـمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى ٱلإِيمَـٰنِ فَتَكْفُرُونَ }، يعني لمقت الله إيّاكم في الدنيا إذْ تدعون إلى الإِيمان فتكفرون أكبر من مقتكم اليوم أنفسكم عند حلول العذاب بكم.
{ قَالُواْ رَبَّنَآ أَمَتَّنَا ٱثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا ٱثْنَتَيْنِ }، قال ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما- وقتادة والضحاك: كانوا أمواتاً في أصلاب آبائهم فأحياهم الله في الدنيا، ثم أماتهم الموتة التي لا بدّ منها، ثم أحياهم للبعث يوم القيامة، فهما موتتان وحياتان، وهذا كقوله تعالى:
{ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِٱللهِ وَكُنتُمْ أَمْوَٰتًا فَأَحْيَـٰكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } [البقرة: 28]، وقال السدي: أُميتوا في الدنيا ثم أُحيوا في قبورهم للسؤال، ثم أميتوا في قبورهم ثم أُحيوا في الآخرة. { فَٱعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ }، أي: من خروج من النار إلى الدنيا فنصلح أعمالنا ونعمل بطاعتك، نظيره: { هَلْ إِلَىٰ مَرَدٍّ مِّن سبيل } [الشورى: 44].