{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ إِن تَنْصُرُواْ ٱللهَ }، أي دينه ورسوله، { يَنصُرْكُمْ }، على عدوكم، { وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }، عند القتال.
{ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعْساً لَّهُمْ }، قال ابن عباس: بُعداً لهم. وقال أبو العالية: سقوطاً لهم. وقال الضحاك: خيبةً لهم. وقال ابن زيد: شقاءً لهم. قال الفراء: هو نصبٌ على المصدر، على سبيل الدعاء. وقيل: في الدنيا العثرة، وفي الآخرة التردي في النار. ويقال للعاثر: تعساً إذا لم يريدوا قيامه، وضده لعاً إذا أرادوا قيامه، { وَأَضَلَّ أَعْمَـٰلَهُمْ }، لأنها كانت في طاعة الشيطان.
{ ذَلِكَ } التعس والإضلال، { بِأَنَّهُمْ كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَـٰلَهُمْ }.
ثم خوّف الكفار فقال: { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ ٱللهُ عَلَيْهِمْ }، أي أهلكهم، { وَلِلْكَـٰفِرِينَ أَمْثَـٰلُهَا }، إن لم يؤمنوا، يتوعد مشركي مكة.
{ ذَلِكَ }، الذي ذكرت، { بِأَنَّ ٱللهَ مَوْلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ }، وليهم وناصرهم، { وَأَنَّ ٱلْكَـٰفِرِينَ لاَ مَوْلَىٰ لَهُمْ }، لا ناصر لهم. ثم ذكر مآل الفريقين فقال:
{ إِنَّ ٱللهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنهَـٰرُ وَٰلَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ }، في الدنيا، { وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ ٱلأَنْعَـٰمُ }، ليس لهم همة إلاّ بطونهم وفروجهم، وهم لا هون ساهون عمّا في غد، قيل: المؤمن في الدنيا يتزود والمنافق يتزين، والكافر يتمتع، { وَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ }.