التفاسير

< >
عرض

إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَآءُ رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلْخَوَالِفِ وَطَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
٩٣
يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا ٱللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
٩٤
سَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمْ إِذَا ٱنْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
٩٥
يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَرْضَىٰ عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْفَاسِقِينَ
٩٦
-التوبة

معالم التنزيل

{ إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ }، بالعقوبة، { عَلَى ٱلَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ }، في التخلّف { وَهُمْ أَغْنِيَآءُ رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلْخَوَالِفِ } مع النساء والصبيان، { وَطَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }.

{ يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ }، يُروى أن المنافقين الذين تخلّفوا عن غزوة تبوك كانوا بضعةً وثمانين نفراً، فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم جاؤوا يعتذرون بالباطل. قال الله تعالى: { قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ }، لن نصدقكم، { قَدْ نَبَّأَنَا ٱللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ }، فيما سلف، { وَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ }، في المستأنف أتتُوبُون من نفاقكم أم تقيمون عليه؟ { ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَـٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }.

{ سَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمْ إِذَا ٱنْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ }، إذا انصرفتم إليهم من غزوكم، { لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ }، لتصفحوا عنهم ولا تؤنبوهم، { فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ }، فدعوهم وما اختاروا لأنفسهم من النفاق، { إِنَّهُمْ رِجْسٌ } نجس أي: إن عملَهم قبيح، { وَمَأْوَاهُمْ }، في الآخرة، { جَهَنَّمُ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }.

قال ابن عباس: "نزلت في جد بن قيس ومعتب بن قشير وأصحابهما وكانوا ثمانين رجلاً من المنافقين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة: لا تُجالِسُوهم ولا تُكلموهم" .

وقال مقاتل: نزلت في عبد الله بن أُبيّ حَلَفَ للنبي صلى الله عليه وسلم بالله الذي لا إله إلا هو لا يتخلف عنه بعدها، وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يرضى عنه، فأنزل الله عزّ وجلّ هذه الآية: ونزل: { يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَرْضَىٰ عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْفَـٰسِقِينَ }.