قوله تعالى: { وبرزوا لله جميعاً } لفظه لفظ الماضي، ومعناه المستقبل، والمعنى: خرجوا من قبورهم يوم البعث، واجتمع التابع والمتبوع، { فقال الضعفاء } وهم الأتباع { للذين استكبروا } وهم المتبوعون. { إِنا كُنَّا لكم تَبَعاً } قال الزجاج: هو جمع تابع، يقال: تابِع وتَبَع، مِثْل: غائب وغَيَب، والمعنى: تبعناكم فيما دعوتمونا إِليه.
قوله تعالى: { فهل أنتم مُغْنون عنا } أي: دافعون عنا { من عذاب الله من شيء }. قال القادة: { لو هدانا الله } أي: لو أرشدنا في الدنيا لأرشدناكم، يريدون: أن الله أضلَّنا فدَعوناكم إِلى الضلال، { سواء علينا أجَزِعنا أم صَبَرنا } قال ابن زيد: إِن أهل النار قال بعضهم لبعض: تعالَوْا نبكي ونضرع، فإنما أدرك أهلُ الجنة الجنةَ ببكائهم وتضرُّعهم، فَبَكَوْا وتضرعوا، فلما رأوا ذلك لا ينفعهم، قالوا: تعالَوْا نصبر، فانما أدرك أهل الجنة الجنةَ بالصبر، فصبروا صبراً لم يُرَ مثلُه قط، فلم ينفعهم ذلك، فعندها قالوا: «سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص» وروى مالك بن أنس عن زيد بن أسلم قال: جَزِعوا مائة سنة، وصبروا مائة سنة. وقال مقاتل: جزعوا خمس مائة عام، وصبروا خمس مائة عام. وقد شرحنا معنى المحيص في سورة [النساء:121].