قوله تعالى: { أم تقولون إِن إِبراهيم وإسماعيل }.. الآية.
سبب نزولها أن يهود المدينة، ونصارى نجران قالوا للمؤمنين: إن أنبياءَ الله كانوا منا من بني إسرائيل، وكانوا على ديننا، فنزلت هذه الآية، قاله مقاتل. ومعنى الآية: إن الله قد أعلمنا بدين الأنبياء، ولا أحد أعلم به منه. قرأ ابن كثير ونافع وعاصم في رواية أبي بكر، وأبو عمرو: { أَم يقولون } بالياء على وجه الخبر عن اليهود. وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم: { تقولون } بالتاء لأن قبلها مخاطبة، وهي «أتحاجوننا» وبعدها { قل أأَنتم أعلم }.
وفي الشهادة التي كتموها قولان. أحدهما: أن الله تعالى شهد عندهم بشهادة لإبراهيم ومن ذكر معه أنهم كانوا مسلمين، فكتموها، قاله الحسن، وزيد بن أسلم. والثاني: أنهم كتموا الإسلام، وأمر محمد وهم يعلمون أنه نبيٌّ دينه الإسلام، قاله أبو العالية وقتادة.