قوله تعالى: { الذين يأكلون الربا } الربا: أصله في اللغة: الزيادة، ومنه الربوة والرابية، و أربى فلان على فلان: زاد. وهذا الوعيد يشمل الآكل، والعامل به، و إنما خص الآكل بالذكر، لأنه معظم المقصود. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
"لعن آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه" قوله تعالى: { لا يقومون } قال ابن قتيبة أي: يوم البعث من القبور. والمس: الجنون، يقال: رجل ممسوس. فالناس إذا خرجوا من قبورهم أسرعوا كما قال تعالى:
{ { يوم يخرجون من الأجداث سراعاً } [المعارج:43] إلا أكله الربا، فانهم يقومون ويسقطون، لأن الله أربى الربا في بطونهم يوم القيامة حتى أثقلهم، فلا يقدرون على الإسراع. وقال سعيد بن جبير: تلك علامة آكل الربا إذا استحله يوم القيامة. قوله تعالى: { ذلك } أي: هذا الذي ذكر من عقابهم { بأنهم قالوا: إنما البيع مثل الربا } وقيل: إن ثقيفاً كانوا أكثر العرب رباً، فلما نهوا عنه؛ قالوا: إِنما هو مثل البيع.
قوله تعالى: { فمن جاءه موعظة من ربه } قال الزجاج: كل تأنيث ليس بحقيقي، فتذكيره جائز، ألا ترى أن الوعظ والموعظة معبران عن معنى واحد.
قوله تعالى: { فله ما سلف } أي: ما أكل من الربا.
وفي قوله تعالى: { وأمره إلى الله } قولان. أحدهما: أن «الهاء» ترجع إلى المربي، فتقديره: إن شاء عصَمَه منه، وإن شاء لم يفعل، قاله سعيد بن جبير، ومقاتل. والثاني: أنها ترجع إلى الربا، فمعناه: يعفو الله عما شاء منه، ويعاقب على ما شاء منه، قاله أبو سليمان الدمشقي.
قوله تعالى: { ومن عاد } قال ابن جبير: من عاد إلى الربا مستحلاً محتجاً بقوله تعالى: { إِنما البيع مثل الربا }