قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا } أي كالمنافقين الذين قالوا لإخوانهم في النفاق، وقيل: إخوانهم في النسب. قال الزجاج: وإنما قال: «إِذا ضربوا» ولم يقل: إذ ضربوا، لأنه يريد: شأنُهم هذا أبداً، تقول: فلان إذا حدث صدق، وإذا ضُرِب صبر. و «إذا» لما يستقبل، إلا أنه لم يحكم له بهذا المستقبل إلا لما قد خبر منه فيما مضى. قال المفسرون: ومعنى { ضربوا في الأرض }: ساروا وسافروا. و «غزىً» جمع غازي. وفي الكلام محذوف تقديره: إذا ضربوا في الأرض، فماتوا، أو غزوا، فقتلوا.
قوله تعالى { ليجعل الله ذلك } قال ابن عباس: ليجعل الله ما ظنوا من أنهم لو كانوا عندهم، سلموا، { حسرة في قلوبهم } أي: حزناً. قال ابن فارس: الحسرة: التلهف على الشيء الفائت.
قوله تعالى: { والله يحيي ويميت } أي: ليس تحرُّز الإنسان يمنعه من أجله.
قوله تعالى: { والله بما تعملون بصير } قرأ ابن كثير، وحمزة، والكسائي: يعملون بالياء، وقرأ الباقون بالتاء. قال أبو علي: حجة من قرأ بالياء أن قبلها غيبة، وهو قوله تعالى: { وقالوا لإخوانهم }، ومن قرأ بالتاء، فحجته { لا تكونوا كالذين كفروا }.