التفاسير

< >
عرض

لَقَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ
١٦٤
-آل عمران

زاد المسير في علم التفسير

قوله تعالى: { لقد منَّ الله على المؤمنين } أي: أنعم عليهم. و «أنفسهم» جماعتهم، وقيل: نسبَهم. وقرأ الضحاك، وأبو الجوزاء: { من أنفَسهم } بفتح الفاء. وفي وجه الامتنان عليهم بكونه من أنفسهم أربعة أقوال.

أحدها: لكونه معروف النسب فيهم، قاله ابن عباس، وقتادة.

والثاني: لكونهم قد خبروا أمره، وعلموا صدقه، قاله الزجاج.

والثالث: ليسهل عليهم التعلم منه، لموافقة لسانه للسانهم، قاله أبو سليمان الدمشقي.

والرابع: لأن شرفهم يتم بظهور نبي منهم، قاله الماوردي.

وهل هذه الآية خاصة أم عامة؟ فيه قولان.

أحدهما: أنها خاصة للعرب، روي عن عائشة والجمهور.

والثاني: أنها عامة لسائر المؤمنين، فيكون المعنى أنه ليس بملكٍ، ولا من غير بني آدم، وهذا اختيار الزجاج. وقد سبق في (البقرة) بيان باقي الآية.