التفاسير

< >
عرض

ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَلَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلآخِرَةِ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْخَبِيرُ
١
يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ ٱلرَّحِيمُ ٱلْغَفُورُ
٢
وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا ٱلسَّاعَةُ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ
٣
لِّيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ
٤
وَٱلَّذِينَ سَعَوْا فِيۤ آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ
٥
وَيَرَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ ٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ ٱلْحَقَّ وَيَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ
٦
-سبأ

زاد المسير في علم التفسير

قوله تعالى: { الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض } مُلْكاً وخَلْقاً { وله الحَمْدُ في الآخرة } يَحَمَدُه أولياؤه إِذا دخلوا الجنَّة، فيقولون: { الحمدُ لله الذي صَدَقَنا وَعْدَه } [الزمر:74] { الحمدُ لله الذي هدانا لهذا } [الأعراف:43] { الحمدُ لله الذي أذهب عنَّا الحَزَنَ } [فاطر:34].

{ يَعْلَمُ ما يَلِجُ في الأرض } من بذر أو مطر أو كنز أو غير ذلك { وما يَخْرُجُ منها } من زرع ونبات وغير ذلك { وما يَنْزِلُ من السماء } من مطر أو رزق أو ملَك { وما يَعْرُجُ فيها } من ملَك أو عمل أو دُعاءٍ.

{ وقال الذين كفروا } يعني مُنْكِري البعث { لا تأتينا الساعةُ } أي: لا نُبْعَث.

قوله تعالى { عالِمِ الغيب } قرأ ابن كثير، وعاصم، وأبو عمرو: { عالِمِ الغيب } بكسر الميم؛ وقرأ نافع، وابن عامر، برفعها. وقرأ حمزة، والكسائي: { علاَّمِ الغيب } بالكسر ولام قبل الألف. قال أبو علي: من كسر، فعلى معنى: الحمدُ للّهِ عالِم الغيب؛ ومن رفع، جاز أن يكون { عَالِمُ الغيب } خبر مبتدأ محذوف، تقديره: هو عالِمُ الغيب، ويجوز أن يكون ابتداءً، خبره { لا يَعْزُب عنه }؛ و { علاَّم } أبلغ من «عالم». وقرأ الكسائي وحده: { لا يَعْزِِبُ } بكسر الزاي؛ وهما لغتان.

قوله تعالى: { ولا أصغرُ مِنْ ذلك } وقرأ ابن السميفع، والنخعي، والأعمش: { ولا أصغرَ مِنْ ذلك ولا أكبرَ } بالنصب فيهما.

قوله تعالى: { لِيَجْزِيَ الذين آمَنوا } قال الزجاج: المعنى: بلى وربِّي لنأتينَّكم المُجازاة وقال ابن جرير: المعنى: أَثبثَ مثقال الذرَّة وأصغر منه في كتاب مبين، ليَجْزِيَ الذين آمنوا، وليُريَ الذين أوتوا العلم.

قوله تعالى: { مِنْ رِجْزٍ أليمٌ } قرأ ابن كثير، وحفص عن عاصم، ويعقوب، [والمفضل]: { مِنْ رِجْزٍ أليمٌ } رفعاً؛ والباقون بالخفض فيهما.

وفي { الذين أوتوا العِلْم } قولان.

أحدهما: أنهم مؤمنو أهل الكتاب، كعبد الله بن سلام وأصحابه، رواه أبو صالح عن ابن عباس.

والثاني: أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، قاله قتادة.

قوله تعالى: { الذي أُنْزِلَ إِليك مِن ربِّك } يعني القرآن { هو الحَقّ } قال الفراء: «هو» عماد، فلذلك انتصب الحقّ. وما أخللنا به فقد سبق في مواضع [الحج:51، 52، البقرة:130، 267].